معظم المواقع المستهدفة في سوريا والعراق أُخليت في وقت سابق
من جهتها، حرصت فصائل المقاومة على الردّ الفوري على هذه الغارات، من خلال تجديد استهدافها للقواعد الأميركية في سوريا والعراق ليلة العدوان وفي اليوم التالي له، وذلك بهدف البعث برسائل ميدانية مفادها بأن قدراتها العسكرية لم تتأثّر بالعدوان، وأن أثر الغارات الأميركية محدود جدّاً. كما أنها أرادت القول إن موقفها الداخلي بات أقوى بعدما أكدت الحكومة العراقية، في بيان رسمي، أن «الضربة الأميركية ستضع الأمن في العراق والمنطقة على حافة الهاوية»، وأنها «تتعارض مع جهود الاستقرار»، لافتةً إلى أن «التحالف الدولي خرج عن المهام الموكلة إليه، وصار سبباً في تهديد الأمن والاستقرار». ولعلّ المقاومة ستستفيد من هذا البيان، لمواصلة التصعيد ضدّ الوجود الأميركي، الذي لم يَعُد مرغوباً فيه لا عسكرياً ولا سياسياً في البلاد، ما من شأنه أن يدفعها تالياً إلى إطلاق مراحل جديدة من العمل ضدّ هذا الوجود.
وظهر هذا التوجّه من خلال تأكيد رئيس هيئة «الحشد الشعبي»، فالح الفياض، خلال حضوره مراسم تشييع شهداء العدوان في العراق، أن «الهجوم الأميركي كان استهدافاً مباشراً لقوات الحشد، ولن يمرّ مرور الكرام»، إذ رأى أن «الحادثة تمثّل استهدافاً وقحاً، فيما دماء شهداء الحشد تمثّل مكانة العراق وكرامته». وطالب الفياض «البرلمان العراقي والقوى السياسية باتّخاذ موقف واضح من العدوان الأميركي لأنه يمثّل تجاوزاً للخطوط الحمر»، مشدّداً على ضرورة «تطهير أرض العراق من الوجود الأجنبي». وفي هذا الإطار، توقّعت المصادر الميدانية أن «تمضي المقاومة في حرب مفتوحة مع الأميركيين، مستندة إلى حقّها كقوّة وطنية عراقية، في طرد الأميركيين الذي يقتلون أبناء سوريا والعراق المدافعين عن استقلال بلدانهم»، مرجّحة أن «تُظهر قدرتها على الوصول إلى كل القواعد الأميركية، وإلحاق خسائر بها». ورأت المصادر أن «المناخ السياسي والميداني بات مهيّأً لتسريع خروج القوات الأميركية من العراق، ما يعني ضمناً خروجها من شرق سوريا على الأقل»، متوقعةً أن «تضغط المقاومة عبر تياراتها السياسية والعسكرية لتحقيق هذا الهدف في أقصى وقت ممكن».